* الشباب عماد الأمة *

[center]حديثنا اليوم أيها الإخوة عن موضوع خطير جدا , وهو من الأهمية بمكان , موجه لكم أيها الشباب , إلى عماد الأمة و قوتها الدفّاقة فعلى أعناقهم و ببذلهم تنهض الأمم و تأخذ حريتها ولهم مكانة و دور عظيم في إحراز النصر , لذا فقد أولاهم النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إهتماما عظيما فقد كانوا في مقدمة المجاهدين مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و في طليعة الغزوات و في مقدمة العباد و الزهاد فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شباب (1) وعلى هذا النهج سار الخلفاء من بعد رسول الله فها هو أبو بكر عندما أراد جمع القرآن , إختار زيد بن ثابت و قال له : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وكنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه (2) , و بما أن الشباب هم عماد الأمة فلا شك أن تدهور الأمة اليوم يعود أيضا لتدهور أحوال الشباب و بعدهم عن الدين و المنهج القويم , و إهتمامهم بتوافه الأمور , و إتباعهم لسنن اليهود و النصارى في المأكل و المشرب و الملبس بل و حتى في قصة الشعر و بعدهم عن سنة نبيهم ( صلى الله عليه و سلم ) انهماكهم في المعاصي كالدخان و المخدرات و غيرها , لذا فإن أرادت الأمة أن تعود لعزتها يجب أن يعود الشباب لما كان عليه شباب الصحابة رضوان الله عليهم و الطريق إلى هذا لا يكون إلا بإصلاح نفوسهم و دينهم , و سنذكر الآن بعض الخطوات الهامة في إصلاح الشباب
أولا : عودة الشباب للقرآن و السنة و بيوت الله سبحانه و تعالى و إلى العقيدة الصحيحة الخالية من الإنحرافات لكي يكونوا أبطالا يعيدوا للأمة مجدها و كرامتها
وصناعة الأبطال علم قد دراه أولو الصلاح ....
لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح .....
في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح .....
شعب بغير عقيدة ورق يذريه الرياح ......
من خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح .....
ثانيا : التحلي بالهمة العالية التي تناطح قمم الجبال و بالصبر و المثابرة , لأن الهمة و الإرادة هي أساس لكل عمل و صاحب الهمة العالية لا يعيقه شيء , فها هم الصحابة رضوان الله عليهم قال عنهم ملك الصين أنهم : لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها , لعلو همتهم و إرادتهم .
ثالثا : أن تربى نفوسهم لكي تسموا عن هذه الدنيا , فيتربى الشاب على حب الله و بغض من عاداه و حب الدين وعلى مبادئ الإسلام السامية و تزرع فيهم خصال الخير كالإخلاص والصدق و الصبر و غيرها .
رابعا : أن تشغل أوقات الفراغ لدي الشباب بما ينفعهم في دينهم و دنياهم و يعود عليهم بالخير الكثير و أن تستغل الطاقات الجبارة التي و هبها الله سبحانه و تعالى للشباب , فكل إنسان سوف يسئل في القيامة عن أربع : عن عمره فيما أفناه و عن شبابه فيما أبلاه و عن ماله من أين إكتسبه و فيم أنفقه و عن علمه هل عمل به ؟ (3) فيا أخي الشاب هل أعددت لذاك السؤال جوابا ؟؟؟ ماذا تحفظ من القرآن و ماذا تعلم من سنة المصطفي , ماذا تعرف عن ربك جل و علا ؟؟؟؟؟
خامسا : أن يكون الشباب محط عناية و إهتمام من كل ذوي المسؤولية في المجتمع
فتعالج مشاكلهم و تنمى مواهبهم و تسدى لهم النصائح و الإرشادات ويتم توجيههم لما فيه صلاحهم و صلاح أمتهم .
العلم و التعلم : فهذا من أهم الأسلحة خصوصا في عصرنا الحاضر سواء في الدين أو الدنيا , فعلم الدين ضروري لنعرف ربنا و لتحقيق الغاية التي خلقنا لها ولنحافظ على ديننا من شبهات أعدائنا , و علم الدنيا ضروري لكي نرقى بمجتمعنا و لكي نستفيد من ما خلقه الله لنا في هذا الدنيا , و لكي نستطيع مواجهة أعدائنا بالسلاح الذي يستخدمونه ضدنا , يقول سبحانه و تعالى ( و أعدّوا لعم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم ) .
سادسا : الصحبة الصالحة , فيجب على الشاب إختيار أصدقاءه بدقة و عناية بالغة لأن الصاحب يؤثر على صاحبه فإن كان صالحا فنعم هو , و إن كان فاسدا فسيفسد صاحبه يقول النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل (4)" و قد صدق من قال : قل لي من صاحبك أقل لك من أنت .
وفي الختام لا يسعني إلا أن أسأل الله سبحانه و تعالى أن يحفظ شبابنا و أن يردهم إلى الدين ردا جميلا , إنه ولى ذلك و القادر عليه .
وصلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين .

(1) رواه أحمد
(2) صحيح : رواه البخاري
(3) صحيح : رواه الترمذي و البزار و الطبراني و صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
(4) صحيح : رواه أبو داوود و الترمذي و صححه الألباني في السلسلة الصحيحة